تيمور… إلى المعارضة دُرّ
يعيش لبنان أياماً مفصلية، في ظل حالة ترقّب هي الأبرز في هذه المرحلة، حيث الإستحقاق الرئاسي يطغى على ما عداه، وينقل وفق المعلومات، أن التحضيرات جارية من قبل الجامعة العربية والدول المعنية بالملف اللبناني و”اللقاء الخماسي”، للقيام بمبادرة عبر زيارة لبنان، وعرض صيغة حل متكاملة أو تسوية شاملة لهذه المعضلة الرئاسية، تنفيذاً لما اتُفِق عليه في قمة جدّة العربية، إذ علم أن العين شاخصة على زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى فرنسا ولقائه بالرئيس إيمانويل ماكرون.
ولكن، وفي موازاة ذلك، فإن البعض يشير إلى أن عاملاً قد يكون سلبياً وله تأثيراته على لبنان، وذلك على خلفية عدم وضوح صورة المقاربات والتوافقات التي حصلت في المنطقة، وهذا ما أكده مرجع سياسي بارز في مجالسه، إذ يرى، وخلافاً لكل المواقف والآراء، بأن الأمور لم تتبلور بعد حول الإتفاقات التي حصلت بين بعض دول المنطقة، مما يُرتِّب على لبنان انتظاراً إضافياً باعتباره ليس بمنأى عن هذه الإتفاقات، إذ ينقل بأن بعض الزيارات التي كانت ستحصل إلى بيروت، قد تم إرجاؤها من قبل بعض الموفدين العرب، ربطاً بهذه التطورات في الإقليم، إضافة إلى أن الإتصالات التي يقوم بها الوفد القطري، وبعيداً عن الإعلام وبسرية تامة، فذلك، يأتي دون أن تكون هذه الزيارات على صلة ب”اللقاء الخماسي”، بل هي لقاءات لها أكثر من صلة رئاسية وأمنية وسواهما.
أما على خط لقاءات المعارضة في الداخل والخارج، تشير المعلومات، إلى أن الحزب التقدمي الإشتراكي سيعود لينضم إلى هذه اللقاءات، لا سيما بعد تسلّم رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط زمام الأمور في الملف الرئاسي، ولذا، فإنه سيشارك في اللقاء الموسّع لهذا الفريق الذي قد يعقد منتصف هذا الأسبوع، والبعض يشير إلى مفاجأة على صعيد الإسم الذي سيتم التوافق عليه، فيما كشف أحد نواب المعارضة، تأكيده على التوصل إلى شبه إجماع على تسمية الوزير السابق جهاد أزعور، وأن الأمور ستُحسم في الساعات القليلة المقبلة على هذا الصعيد، ما يعني أن ثمة إعادة خلط أوراق رئاسية وسياسية، وهذا ما يجعل الرؤيا أكثر وضوحاً إلى حدٍّ ما.
وتخلص المعلومات، إلى أن ما يجري في المنطقة، وما حصل في الأيام القليلة الماضية من قمة جدّة، وصولاً إلى نفض باريس يدها من الإستحقاق الرئاسي، إلى حين توفر إجماع لبناني، فكل ذلك يجعل من الساحة اللبنانية عرضة لتلقّف أي تطوّرات مقبلة على المنطقة، والتي تعيد الأمور أيضاً إلى المربع الأول، وهذا يتزامن أيضاً مع الكمّ الهائل من الأزمات الإقتصادية والإجتماعية. وبناء عليه، فإن الحل، وفق مرجع سياسي، هو بالإسراع في انتخاب رئيس الجمهورية المقبل درءاً لأي مخاطر، في ظل البلبلة السائدة في البلد، والتي تنبئ بتحوّلات على غير مستوى وصعيد.