منوعات

لا شجرة ولا زينة للميلاد في طرابلس… ماذا يحصل؟



غابت شجرة الميلاد هذه السنة عن شوارع طرابلس، وغابت معها الزينة المعتادة في كل ميلاد، حين كانت ترتفع شجرة كبيرة عند دوار المعرض، او عند دوار عزمي وفي شوارع المدينة التي تشارك في مظاهر ميلادية متنوعة.

كان لافتا هذا الغياب حتى مساء امس، مما اثارت التساؤلات عن سر هذا الغياب في مدينة اعتادت ان تضيء شجرة الميلاد بإحتفالية تشارك فيها كل اطياف المجتمع الطرابلسي.

يأتي الجواب سريعا من فاعليات وهيئات طرابلسية ان لهذا الغياب اسبابا عديدة ابرزها عائد للانهيار المالي والمعيشي والاقتصادي الذي ازداد تأزما ونال من مختلف الهيئات والجمعيات المحلية التي باتت عاجزة عن توفير مساعدات غذائية وعينية للفقراء والمحتاجين، فكيف تستطيع موازنة لشجرة ميلادية وبالكاد تملك قدرة إنارتها والمدينة غارقة بالعتمة وكل وعود التغذية الكهربائية ذهبت مع الرياح، فاذا كانت المدينة غارقة بالعتمة فكيف تضاء شجرة ميلادية؟!!.

ميلاد هذه السنة حل حزينا في ارجاء عاصمة الشمال، الملقبة بالفيحاء، وبات لا يفوح منها سوى اخبار اشتباكات تسفر عن قتلى وجرحى، او عمليات نشل وسلب بقوة السلاح وسرقات، فوضى تنتشر في كل زاوية وشارع لدرجة غياب الامان، مما دفع ببعض الناشطين الى اصدار خريطة طريق امنية تحذر من سلوك هذا الطريق وذاك، نتيجة تكرار الحوادث الامنية عليها حتى اصدر احدهم بيانا بقالب كوميدي سوداوي نصح فيه عدم المرور في مناطق التل والتبانة والزاهرية وطريق المتين والقبة وابو سمرا كونها مناطق نشل وسلب خاصة في طلعة المنار او ساحة التل حيث سقط امس الاول الشاب عبد الرحمن العمر برصاصة طائشة في الرأس اثناء مروره في ساحة التل لحظة اشتباك مسلح بين شخصين، بفعل السلاح المتفلت والمنتشر بين ايدي الشباب.

كما تحذر البيانات من سلوك طريق وادي هاب الذي اطلق عليه اسم طريق الذئاب، اما طريق المحجر الصحي – الميناء فما عليك إلا أن تقرأ « الفاتحة على روحك « قبل أن تخاطر باجتيازها، وهكذا الامر في كورنيش الميناء او ساحة الكورة وساحة النجمة وباب الرمل.. واجتياز شارع سوريا في التبانة بات خطره يتفوق على دخول مناطق التوتر في شمال سوريا..

فماذا بقي من شوارع ومناطق طرابلسية آمنة؟؟؟؟…
وكيف تستطيع المدينة ان تفرح بالميلاد، وفي كل يوم قتيل وجريح وحكاية تشليح وسلب ونشل من لصوص دراجات نارية بات عددها يفوق عدد السيارات يزاحمون في الشوارع ويتسببون بحوادث شبه يومية..

وعشية الميلاد، طوابير الذل الجديدة امام الصرافات الالية عند المصارف، منذ ساعات الصباح الاولى، ولا يسمع الا الشتائم والسباب حيث يقضي المواطن ساعات طويلة لسحب راتبه، وفي آخر لحظة تفرغ بعض الصرافات ويعود من أتى من مناطق بعيدة خائبا يلعن من كان السبب في هذه الازمة، واذا حاول احدهم طرق ابواب المصرف المغلقة فليس من يستجيب، فكيف يستطيع رب العائلة خاصة من العسكريين والمتقاعدين الاحتفال بالميلاد ولم يستطع سحب راتبه؟؟؟…

وعشية الميلاد، بدأت وحدات قوى الامن الداخلي في مدينة طرابلس، ووحدات الجيش اللبناني والاجهزة الامنية كافة تنفيذ دوريات متنقلة وسيارة لتنفيذ خطة امنية لحماية الاحتفالات بالميلاد في كنائس المدينة..

زر الذهاب إلى الأعلى